هل هو فقدان الهوية أم هروب منها ؟!!!

[b][b]هل هو فقدان الهوية أم هروب منها ؟!!!

كم كانت فرحتي عظيمة عندما علمت بوجود منتدى خاص لبلدة دير بعلبة

يبدو أنه مازال هناك من يؤمن بهذه القرية التي نسيها أهلها لا سيما المثقفين منهم .....

وعلى مر الأيام كنت أتساءل :بماذا تتميز بقية القرى والبلدات عن هذه القرية (دير بعلبة ) لتسابقها في الجمال والتنظيم ؟

وهل هذا الإهمال يعكس واقع أهلها المفكك وغربتهم عن بعضهم ؟

إن قريتي – بعد أن خبرتها عن قرب – تحمل من المقومات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية ما يجعلها من

أروع الأماكن وفيها من الطاقات الكامنة التي تؤهلها أن تتربع في الصدارة لكن يبدو أن لا نية حقيقية لدى أهلها في جعلها تبدو كذلك.

فلا اهتمام بالتعليم - ولا بالتربية أصلاً- رغم أن الفطرة السليمة والأصل الطيب موجود ,والقدرات العقلية عالية ,

وإن وجدت فيها متعلمين فأكثرهم لايلبثون أن يرحلوا عنها متبرئين من مرابع طفولتهم ومن أصدقائهم منسلخين عن جلدتهم .

ألم يكن جديرا بهم أن يبادلوا قريتهم الإحسان وأن يظهروا بعض الامتنان بدل أن يغيروا مظهرهم ولهجتهم وعاداتهم

ويحاولوا الالتصاق بالمدينة التصاقا ممجوجا مكروها فيخسروا بذلك أهلهم ولا يكسبوا احترام من قلدوهم

وارتموا في أحضانهم وقد صدق القائل (ثوب العيرة لا يدفئ ).

ألم يكن من الأفضل لهم وللقرية لو عادوا بعلومهم وتحصيلهم إلى قريتهم لينشروا ويطبقوا ما تعلموه مشاريع تخدم

القرية وتجعلها قبلة لأنظار الناس .

فأين الأطباء والمهندسون والتجار والحرفيون عن بناء الصروح والمنشآت وتقديم الخدمات ..

وأين المثقفون والمعلمون عن النهوض بالإنسان والمجتمع .

إن قريتي بحاجة قبل كل ذلك إلى محبة أهلها واعتزازهم بالانتماء إليها وبعد ذلك إلى كل عمل دؤوب وفكر نيّر

لبنائها لذلك لابد من بناء الشخصية المتميزة والاعتناء بالتربية والأخلاق دون الانجراف نحو البريق الزائف للحضارة والمدنية

المشكلة لا تناقش بسطور فهناك الكثير مما يمكن قوله وهناك الكثير من القصص المؤلمة لواقع هذه القرية التي التحقت بالمدينة فأصبحت من العشوائيات لكن المؤلم أكثر هي تلك القصص التي تروى عن المنشقين عن هذه القرية ........

وعن أولئك الناس الذين شوهوا سمعتها بتصرفاتهم الطائشة وما أكثرهم.

هذا كلام من القلب لمن يشعر أن قريته جزء منه وأن أهلها لا يزالون بالعموم على الفطرة والأصالة والكرم .

أرجو أن يلقى حديثي آذانا صاغية وقلوبا حانية وعقولا واعية لنكون جميعا فخورين بهويتنا عندما نقول

(نحن من دير بعلبة ).

نور الشمس

[/b][/b]

أشكرك أيها الأخ الغالي نور الشمس على ما قدمته من أفكار قد تبين لي أنها سكنت تفكيرك منذ عصور وآن الأوان للبوح بها ..
إن ما كتبته أنت في هذه الصفحة هو عين الصواب والحقيقة المؤلمة لواقع هذه القرية الحبيبة ..
وأنا أول الموافقين معك على ما كتبته ..
إلا أنني أود أن أضيف لمعلوماتك بعض الأمور التي قد تفيدك لمعرفة سبب شكواك
انطلاقا من تجربتي في دير بعلبة وحياتي فيها ..
وتعايشي مع أهلها ومع غيرها من القرى والمجتمعات ..
تبين لي أن أهل دير بعلبة أو بعضهم يعاني من الإحساس بالغيرة تجاه الأشخاص الناجحين أو المتميزين
وهذه الغيرة ليست إيجابية أي بمعنى آخر أنها تحفـّز الشخص الغيور للقيام بأعمال تجعله مشابهاً للناجحين وإنما هي غيرة سلبية تحضه على إلحاق الضرر بكل شخصية ناجحة سواء بالكلام عنه أو الأفعال التي تؤذيه أو .. أو .. إلخ ..
وأنا لا أريد بهذا الكلام أن أشعل النفوس لذا لن أذكر أسماء إلا أنني أحب أن تكون أنت على ثقة من صحة كلامي فأنا أعرف شخصيات كثيرة أرادت أن تقدم للقرية أعمالاً تفيد في مستقبلها إلا أن بعض الناس عملوا على إعاقة هذه الأعمال وإطفاء نورها قبل أن يضيء ..
وأضاء نور أعمالهم في أماكن أخرى
والأمثلة كثيرة في هذه الأمور
مما دفع المثقفين والناجحين و..و.. إلخ إلى الخروج من هذا الواقع المؤلم واللجوء إلى من يقدر أعمالهم في أماكن أخرى ..
فعلى سبيل المثال إن رأينا مهندساً يعمل على تأسيس حياته والنهوض بنفسه أولاً حتى يستطيع النهوض بمجتمعه فإن الناس لا تنتظره حتى يكمل مسيرته وإنما أول ما تقول عنه أنه ( لص مكسيكي )
(( رجماً بالغيب )) وغيرها من العبارات التي تجرح بشخصيته ..
و إن رأينا شخصاً معتنياً بمظهره فإن الناس يلاحقونه بعبارات مخزية ولربما تتطاول عليه الأيدي بحجة المزاح لتخرب مظهره
ماذا يريدون من ذلك !!؟؟
أن يبقى الشخص في غبرته ومظهرٍ لا يليق بالمسلم أو يبقى مثل أولئك الذين نسوا أنفسهم في الشوارع فلا نظافة ولا مظهر ولا غير ذلك ؟؟؟؟؟
ونحن نعلم مكانة النظافة في الإسلام
وإن رأوا أحداً فشل في دراسته فيجتمعون على الاستهزاء به ولا يشجعونه على إعادة المحاولة ولا يؤيدون فشله بأنه قد يكون بداية نجاحه ..
لذا فإننا نجد أن الشخص الناجح يترقب فرصة الخروج من هذا المجتمع للهرب بعيداً ليلقى من يبادره بالثناء ليزيد من عطائه ونجاحه ..
وكما كلامك يطول فأنا أيضاً كلامي يطول وأمثلتي كثيرة إلا أنني أكتفي بهذا القدر من الكتابات
وأشكرك على ملاحظاتك وأتمنى أن تلقى كتاباتي مكاناً في فكرك كما لقيت كتاباتك مكاناً في قلبي ومكاناً في فكري ..
وبارك الله بك وبالقرية الحبيبة دير بعلبة ..
ولك فائق الاحترام .

... القيصر $

شكرأ على تواصلك أولاياأخي القيصر

بالنسبة لكلامك أقول ردا:إن هؤلاء الناس مهما كانت أخلاقهم وردات فعلهم فهم في النهاية أهلنا وعلينا الصبر عليهم حتى تفتح أعينهم على النور

ونحن كمثقفين يقع علينا عبءالنهوض بالمجتمع طبعاهذا لايتم بسهولةوكما قال الشاعر

تريدين لقيانالمعالي رخيصة فلا بد دون الشهد من إبر النحل

وأنا واثق من وجود الطاقات والإمكانيات لكن ماينقصنا العزم والجدية لااليأس وإيقاع اللوم على الآخرين

تقبل كلامي وتحياتي

» الفصل العاشر في ذكر من وقع في آفة فتخلص منها بالحيلة