منتديات دير بعلبة
أهلاً بك عزيزي الزائر ... إذا كنت عضواً جديداً فنتشرف بتسجيلك في منتديات دير بعلبة أما اذا كنت عضواً في المنتدى فأهلا بعودتك ... مدير المنتدى .
منتديات دير بعلبة
أهلاً بك عزيزي الزائر ... إذا كنت عضواً جديداً فنتشرف بتسجيلك في منتديات دير بعلبة أما اذا كنت عضواً في المنتدى فأهلا بعودتك ... مدير المنتدى .
منتديات دير بعلبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 عزيزي الزائر :  نتشرف بانضمامك إلى أسرة منتديات دير بعلبة والمشاركة و التفاعل في كافة المواضيع ، إذا رغبت في ذلك ، فأنا لا أدعوك للتسجيل فقط بل أدعوك للتواصل و الإبداع معنا ، آملين أن تقضي برفقتنا أطيب الأوقات ... اضغط هنا للتسجيل .                                   

إدارة منتديات دير بعلبة تتقدم بطلب مشرفين أقسام للمنتدى ... اضغط هنا لمشاهدة التفاصيل .


 

 النور الإلهي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الشمس
 
 
نور الشمس


عدد المساهمات : 143
النقاط : 295
الشُّهرة : 8
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
العمر : 48
المكان : حمص
الجنس : ذكر
المزاج : الحمد لله دائماً

النور الإلهي Empty
مُساهمةموضوع: النور الإلهي   النور الإلهي I_icon10السبت 21 يوليو 2012, 12:39 am

النورالإلهي
قال الله تعالى :{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر] .

لقد خلق الله عز وجل مخلوقات نافعة عظيمة تستفيد منها الخلائق جميعا .

ومن هذه المخلوقات الشمس والقمر والنجوم {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) }[الأنعام]

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) }[يونس]

فالشمس جعلها الله تعالى نورا تهتدي بها المخلوقات في النهار ، وجعل الله النجوم تهتدي بها الناس في ليل الظلمات ، وجعل الله القمر لتحسب بها المسلمون آجالها .

وبذهاب نور هذه المخلوقات يعيش الخلق ظلاما دامسا وتيها شديدا في إقامتهم وفي تنقلاتهم وأسفارهم.

عباد الله : وخلق الله تعالى نورا آخر هو أعظم وأهم .

إن طوائف كثيرة من أهل الأرض تسعى لإطفاء هذا النور: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) }[التوبة]

إن من يسعى لإطفاء النور يريد أن يكون الناس مثله بلا نور : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} [النور]

إن من ينطفيء هذا النور في قلبه فقد حلت القسوة قلبه وأحاطت به الظلمة فويل له إن لم يستعتب :{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)}[الزمر]

إن هذا النور يحل في أشرف الأعضاء فيحيى الميت ويمشي بين الناس :{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) }[الأنعام]

أما استمداد هذا النور الإلهي وتحصيله فيكون بأمور :

أولها وأساسها وأهمها : الفضل الإلهي والاختصاص الرباني لمن يشاء من خلقه :{ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور] فاللهم أعطنا نورا نمشي به في دنيانا وأخرانا ، وندرك به ما ترضى به عنا .

ثانيها : السعي الحثيث والجاد في اكتساب صالح الأعمال واجتناب سيئها ، وهذا شرط رئيس . بدليل قوله تعالى :{قد أنزل الله ليك ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور}[الطلاق11] فكل نوع من الأعمال الصالحة سبب في تحصيل النور والزيادة منه .

فالإيمان والتقوى يقول فيها جل وعلا :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)}[الحديد].

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي : الصلاة والصدقة والصبر والصيام ، روى مسلم في صحيحه عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :"الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أو تَمْلَأُ ما بين السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لك أو عَلَيْكَ كُلُّ الناس يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أو مُوبِقُهَا "

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ج1/ص217 وقوله :صلى الله عليه وسلم والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء وفي بعض نسخ صحيح مسلم والصيام ضياء فهذه الأنواع الثلاثة من الأعمال أنوار كلها لكن منها ما يختص بنوع من أنواع النور.

فالصلاة نور مطلق ..ولهذا كانت قرة عين المتقين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول جعلت قرة عيني في الصلاة خرجه أحمد والنسائي ..وخرج أبو داود من حديث رجل من خزاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها ...وهي نور للمؤمنين ولاسيما صلاة الليل كما قال أبو الدرداء صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور ..وهي في الآخرة نور للمؤمنين في ظلمات القيامة وعلى الصراط فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم

وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة ..

وأما الصدقة فهي برهان والبرهان هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس ..ومنه سميت الحجة القاطعة برهانا لوضوح دلالتها على ما دلت عليه فكذلك الصدقة برهان على صحة الإيمان وطيب النفس بها علامة على وجود حلاوة الإيمان وطعمه ..

وسبب هذا أن المال تحبه النفوس وتبخل به فإذا سمحت بإخراجه لله عز وجل دل ذلك على صحة إيمانها بالله ووعده ووعيده ..

وأما الصبر فإنه ضياء والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق قال الله عز وجل هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا..

ولما كان الصبر شاقا على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه كان ضياء فإن معنى الصبر في اللغة الحبس ...والصبر المحمود أنواع منه صبر على طاعة الله عز وجل ومنه صبر عن معاصي الله عز وجل ومنه صبر على أقدار الله عز وجل

والصبر على الطاعات وعن المحرمات أفضل من الصبر على الأقدار المؤلمة صرح بذلك السلف منهم سعيد بن جبير وميمون بن مهران وغيرهما ..

وأفضل أنواع الصبر : الصيام ؛ فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة ؛ لأنه صبر على طاعة الله عز وجل ، وصبر عن معاصي الله ..وفيه أيضا صبر على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمى شهر الصيام شهر الصبر وقد جاء في حديث الرجل من بني سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الصوم نصف الصبر ".ا.هـ

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي: ذكر الله كثيرا قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)} [الأحزاب] .

وأفضل الذكر لزوم قراءة القرآن وتدبره والعمل به :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }[النساء]

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى].

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي: دعاء الله أن يهبنا نورا من نوره : {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ }[النور] وفي دعاء دفع الهم والحزن "أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري" .

وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بالنور دعاء مفصلا في وقت فاضل

"ففي صحيح البخاري ج5/ص23270 بَاب الدُّعَاءِ إذا انْتَبَهَ بِاللَّيْلِ 5957 ..عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النبي صلى الله عليه وسلم ..ثم قال : وكان يقول في دُعَائِهِ اللهم اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا وفي بَصَرِي نُورًا وفي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لي نُورًا "قال كُرَيْبٌ : وَسَبْعٌ في التَّابُوتِ فَلَقِيتُ رَجُلًا من وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فذكر : عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ"الحديث ، إذن إنه يدعو دعاء مفصلا لجميع الجوارح ويدعوا بهذا في أفضل أوقات الدعاء .

وكان يدعو بالنور عند الخروج للمسجد ، والمساجد بيوت النور :" في صحيح ابن خزيمة ج1/ص229 عن عبد الله بن عباس .. قال فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعظم لي نورا ".

قال أبو بكر كان في القلب من هذا الإسناد شيء فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس ولم أقف هل سمع حبيب هذا الخبر من محمد بن علي أم لا ثم نظرت فإذا أبو عوانة رواه عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت قال حدثني محمد بن علي قال كُرَيْبٌ وَسَبْعٌ في التَّابُوتِ فَلَقِيتُ رَجُلًا من وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فذكر عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ"أي يقول اللهم اجعل في ..

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي: غض البصر : فبعد الأمر بغض البصر في قوله { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }قال الله تعالى: { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) }

قال ابن تيمية : في غض البصر كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج15/ص420 يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر :

أحدها : حلاوة الإيمان ولذته التى هى أحلى وأطيب مما تركه لله فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه....

وأما الفائدة الثانية ..:فهو نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط :{لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه كما قيل

سُكرانِ سكرُ هوى وسكرُ مدامة فمتى يفيق من به سكرانُ

وقيل أيضا :

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق أعظم مما بالمجانين

العشق لا يستفيق الدهرَ صاحبُه وإنما يُصرع المجنون فى الحين

وذكر الله سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال:{الله نور السماوات والأرض}

وكان شجاع بن شاه الكرمانى لا تخطى له فراسة وكان يقول :من عمر ظاهره بإتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل الحلال لم تخطىء له فراسة ...

الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة فإن فى الأثر :"الذى يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله "؛ولهذا يوجد فى المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن اطاعه والذلة لمن عصاة قال تعالى يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين قال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ".ا.هـ

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي: الإخلاص لله وترك النفاق والرياء ففي الآخرة :{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) }

أخبر تعالى عن المنافقين حينها فقال:{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15) }[الحديد]

إن العالم بأمور الدنيا المتبحر فيها وليس في قلبه هذا النور هو جاهل لا يعلم قال تعالى :{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) }[الروم]

ومن علا النور قلبه في الدنيا علا النور وجهه في الآخرة ومن لا فلا قال سبحانه : {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}[آل عمران106]

وقال :{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) }[عبس]

وقال:{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) }[يونس]

فلنحذر الذنوب فهي مضعفة للنور أو مطفئة له لنصون إيماننا ونورنا .

قال ابن القيم رحمه الله:" مدارج السالكين ج2/ص24وأما صيانة الإيمان فلأن الإيمان عند جميع أهل السنة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ..

وإضعاف المعاصي للإيمان أمر معلوم بالذوق والوجود فإن العبد كما جاء في الحديث إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب واستغفر صقل قلبه وإن عاد فأذنب نكت فيه نكتة أخرى حتى تعلو قلبه وذلك الران الذي قال الله تعالى :{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين 14 ..

ولذلك قال السلف : المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت ، فإيمان صاحب القبائح كقوة المريض على حسب قوة مرضه وضعفه "ا.هـ.

ومن الأعمال الصالحة الجالبة لهذا النور الإلهي : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}[الأحزاب] .

ومما يجعلنا ندرك صلاة الله علينا : الصلاة على النبي الخليل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول :"من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا".

وفي الآية الماضية :{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }فأكثروا عباد من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لتخرجوا من الظلمات إلى النور كما وعد ربنا الكريم .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
"اللهم اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا وفي بَصَرِي نُورًا وفي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لي نُورًا "اللهم اجعل في "عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي"



هدية نور الشمس (مقتبس)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النور الإلهي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دير بعلبة :: المنتديات الإسلامية :: منتدى علوم القرآن الكريم و الحديث الشريف-
انتقل الى: