أسامينا

أسا مينا

أنوار الشيخ حسن
كبُرتِ يا طفلتي الصغيرة، غدوتِ آلهة للجمال، لا بل أنت أجمل من فينوس وعشتار.. أنت فتاتي الرقيقة وقطعة من جسدي آه ما أجملكِ.
وأنت تحضرين نفسكِ لاستقبال من تحبين كبرت وجاء من يطلب يدكِ مني، أرى بعيني وروحي فرحتك البادية على محياك وتنقلات عينيك القلقة بين الساعة والمرآة معك حق وهل يوجد أجمل من استقبال المرء لمن يعشق؟.. ‏
ازداد تلهفاً لرؤية ذاك الشاب (حاتم) يا للمصادفة اسمهُ يشبه اسمي، ألهذا أحببته يا صغيرتي؟ سأراه بعد ربع ساعة، وأنا واثق من أن فتاتي الحسناء تشاطر الذكاء والعاطفة في خطاها، أنا واثق من اختيارها لاسيما بعد زيارة والدته لزوجتي فقد أخبرتني أن أمه إنسانة رائعة.. الساعة تزحف ببطء أريد قدومه حالاً (حاتم) زوج ابنتي (حاتم) والد ابنتي – يعني أنا- ههه شيء مضحك ومفرح في الوقت نفسه.. يا للأقدار!.. ‏
آه يا حاتم الحبيب؛ ستأخذها من بين يدي حاتم الأب، لن يستفيق حاتم الأب على قبلتها.. ولن ترمي شِباك الدلال والبراءة حول دنياه البائسة.. بل أنت حاتم الحبيب من سيحظى بجني البسمة والسعادة من خضراء سهولها.. ‏
سأصبر على احتضار بيتي من دونها. وولادة بيتك حياة جديدة بها.. لن أحرمك إياها، كما حرمت من أنثاي الوحيدة.. أجل (ديمة كانت أنثاي الوحيدة القادرة على احتوائي، من بين سحاب حزنها أطمئن وبقطرات غرامها أنتشي.. تمطرني إصراراً على السعادة، على الحب، على الاستمرار، لم أجرؤ بعدها على التفوه بكلمة أحبك لأحد حتى زوجتي الطيبة لا تزال عيناها ترتجيان من شفاهي هذه الكلمة، لاتزال تلص صبرها عليّ وخيال أنثى يحيط بنا.. يخنقنا. حتى على فراش الزوجية، لطالما طلبت مني إنجاب أخ أو أخت لديمة.. لكني رفضت.. ‏
أجل (ديمة) أيعقل أن تستمر حياتي من دونها؟ وإن حاربتني الأقدار وانتصرت.. سميت طفلتي ديمة، حتى لا تجف حياتي من بعد حبيبتي فالغادة سجن التأمل والانتظار.. سجن الراحة والهدوء. ‏
وانا تعودت الحب، تعودت شفاهي لفظ اسم (ديمة)، فكيف لي بتحطيم جدران هذه العادة الرائعة؟!/ سيتحقق حلمي اليوم، وسيتعانق الاسمان في ورقة أبدية واحدة.. في خاتم سرمدي واحد، فاختلاف الأشخاص لا يلغي جمالية توحد هذين الاسمين، لقد أقسمت ألا أحرم ابنتي من جنة الغرام، مذ أول نفس تنفسته في الوجود.. فيكفيني أنا جحيم الفراق، تمتد ناره بروحي لتحرق الأعصاب وتبخر الدماء.. لتهشم الحنايا والضلوع، لتنثر رماد القلب حول اسم يشرش بذاتي منذ ثلاثين عاماً، منذ افترقنا منذ تحطيم قلبينا بسياط الرفض الأبوي. ‏
- أين أنت يا رجل؟ الجماعة وصلوا...!! ‏
- وصلوا؟؟!! حسناً أنا قادم حالاً. ‏
يا إلهي!!؟ هي نفسها، بعد ثلاثين سنة أراها هنا.. في بيتي... ثقل الهواء يزداد حولي.. يضغط غبشه على عيني أكاد أقع.. ‏
- هل أنت بخير؟ ‏
- أجل لا تبالي!... ‏
- أنا حاتم حاج طالب وهذي أمي. . ‏
أعلم، أعلم ما اسمها!! إنها (ديمة) حبيبتي .. لا تزال عيناها الخجولتان تهربان مني.. يا للأقدار تجمع ذات الاسمين وتفرق ذات الاسمين