و طني يحيا من جديدْ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

و طني هو الفينيقُ ينهضُ من سكون رماده و يعود , يحيا من جديدْ ..هذا ما أقوله اليوم . وما قاله الشاعر أوفيد منذ آلاف السنين عن الفينيق :

( كلُّ الكائنات تولد من أفراد غيرها , لكنّ هناك نوعاً يعيد إنتاج نفسه بنفسه , يسميه الأشوريون : الفينيق و هو لا يعيش على الثمار و الأزهار بل الصّمغ الفوَّاح . عندما يعيش خمسمئة سنة يبني عشّاً في أغصان أشجار السنديان أو في قمة شجرة النخيل . و لبناء العشّ يجمع المرّ و اللبّان و القرفة و يجعل منها كومة يضع نفسه فوقها فيموت لافظاً أنفاسه الأخيرة بين الطيوب . ومن جسد الفينيق الأب يظهر فينيق صغير فيعمّر كما عمّر سلفه . وعندما يكبر و يصبح قوياً يأتي بعشّه من قمّة الشجرة – مهده وقبر أبيه – و ينقله إلى مدينة هليوبولس في مصر و يضعه في معبد الشمس , فالفينيق طائرٌ مديد العمر بعد مئات السنين يحترق في عشّه و يصبح رماداً ثمَّ يولد من جديد و هكذا في دورة أبدية فالفينيق رمز الخلود و الأبدية منذ فتحت الأبجدية عينيها في أوغاريت و حتّى آخر لثغةٍ لثغ بها طفلٌ من بلادي في روضةٍ للأطفال، و قصيدةٍ أنشدها شاعرٌ عربي : ( يا طائراً يبقى من صوته وجدٌ ترنّم من خوالي القلبِ ما غيرُ احتراق الحلم فيها أعددْت مائدةً لهذا الليلِ أعددتُ مائدةً لترقص جوقة للموتى أمامي و يقول يأسٌ في عظامي .. لكِ يا منازل في القلوبِ مقابرُ ما زارها بعد الجنازة زائرُ حملوا رفاتاً و احتموا بظلالهِ لم يبصروه و هو أفقٌ ماطرُ رقص القتيلُ على حجارة قبره إذ راح ينهضُ من جبينه طائرُ هذا وداع اليائسين , خطاهم خلقٌ , وموتهم فضاءٌ شاعرُ أعددت مائدةً أتاني اليأسُ مؤتزراً جنوني و كان القمح يتئمُ في شفاهي أشرت إلى رمادي : كن معيني و قلتُ أعدْ نبياً يا متاهي لأصعدَ من نثارٍ يحتويني )‏
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]