منتديات دير بعلبة
أهلاً بك عزيزي الزائر ... إذا كنت عضواً جديداً فنتشرف بتسجيلك في منتديات دير بعلبة أما اذا كنت عضواً في المنتدى فأهلا بعودتك ... مدير المنتدى .
منتديات دير بعلبة
أهلاً بك عزيزي الزائر ... إذا كنت عضواً جديداً فنتشرف بتسجيلك في منتديات دير بعلبة أما اذا كنت عضواً في المنتدى فأهلا بعودتك ... مدير المنتدى .
منتديات دير بعلبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 عزيزي الزائر :  نتشرف بانضمامك إلى أسرة منتديات دير بعلبة والمشاركة و التفاعل في كافة المواضيع ، إذا رغبت في ذلك ، فأنا لا أدعوك للتسجيل فقط بل أدعوك للتواصل و الإبداع معنا ، آملين أن تقضي برفقتنا أطيب الأوقات ... اضغط هنا للتسجيل .                                   

إدارة منتديات دير بعلبة تتقدم بطلب مشرفين أقسام للمنتدى ... اضغط هنا لمشاهدة التفاصيل .


 

 الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نضال كنعان الطحان
 
 
نضال كنعان الطحان


عدد المساهمات : 98
النقاط : 296
الشُّهرة : 4
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
العمر : 39
المكان : ديربعلبة
الجنس : ذكر

الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة   الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة I_icon10الجمعة 16 ديسمبر 2011, 4:38 pm

الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة

· قال المؤلّف: بلغني أن رجلا من خراسان قدم الى بغداد للحج, وكان معه عقد من الجواهر يساوي ألف دينار, فاجتهد في بيعه, فلم يوفق, فجاء الى عطّار موصوف بالخير, فأودعه ايّاه, ثم حج وعاد فأتاه بهديّة.

فقال له العطار: من أنت وما هذا؟

فقال: أنا صاحب العقد الذي أودعتك.

فما كلّمه حتى رفسه رفسة رماه بها عن دكّانه, وقال: تدّعيب عليّ مثل هذه الدعوى؟

فاجتمع بالناس وقالوا للحاج: ويلك, هذا رجل خير, ما لحقت من تدّعي عليه الا هذا؟

فتحيّر الحاج وتردد اليه, فما زاده الا شتما وضربا, فقيل له: لو ذهبت الى عضد الدولة, فله في هذه الأشياء فراسة.

فكتب قصّته وجعلها على قصبة ورفعها لعضد الدولة, فصاح به, فجاء, فسأله عن حاله, فأخبره بالقصّة, فقال:

اذهب الى العطار غدا, واقعد على دكّانه, فان منعك فاقعد على دكان تقابله, من الصبح الى المغرب, ولا تكلّمه, وافعل هذا ثلاثة أيّام, فاني أمرّ عليك في اليوم الرابع وأقف وأسلّم عليك, فلا تقم لي ولا تزدني على ردّ السلام وجواب ما أسألك عنه, فاذا انصرفت فأعد على ذكر العقد, ثم أعلمني ما يقول لك, فان أعطاكه فجىء به اليّ.

فجاء الى دكّان العطّار ليجلس فمنعه, فجلس بمقابلته ثلاثة أيّام, فلما كان اليوم الرابع اجتاز عضد الدولة في موكبه العظيم, فلما رأى الخراساني وقف وقال: السلام عليك.

فقال الخراساني ولم يتحرّك: وعليكم السلام.

فقال: يا أخي تقدم فلا تأتي الينا ولا تعرض حوائجك علينا؟

فقال كما اتفق ولم يشبعه الكلام, وعضد الدولة يسألأه ويستخفي وقد وقف ووقف العسكر كله, والعطار قد أغمي عليه من الخوف.

فلما انصرف التفت العطار الى الحاج فقال: ويحك متى أودعتني هذا العقد؟ وفي أي شيء كان ملفوفا؟ ذكّرني لعلي أذكره.

فقال: من صفته كذا وكذا.

فقام وفتش, ثم نقض جرّة عنده فوقع العقد, فقال: قد كنت نسيت, ولو لم تذكّرني الحال ما ذكرت.

فأخذ العقد وذهب. ثم قال: وأي فائدة لي في أن أ‘لم عضد الدولة, ثم قال في نفسه: لعلّه يريد أن يشتريه.

فذهب اليه فأعلمه, فبعث به مع الحاجب الى دكّان العطّار, فعلّق العقد في عنق العطار وصلبه بباب الدكان ونودي عليه: هذا جزاء من استودع فجحد.



· وذكر محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه أنه بلغ الى عضد الدولة خبر قوم من الأكراد يقطعون الطريق, ويقيمون في جبال شاقة, فلا يقدر عليهم, فاستدعى أحد التجار ودفع اليه بغلا عليه صندوقان فيهما حلوى قد شيبت بالسم, وأكثر طيبها, وأعطاه دنانير, وأمره أن يسير مع القافلة, ويظهر أن هذه هدية لاحدى نساء أمراء الأطراف.

ففعل التاجر ذلك وسار أمام القافلة, فنزل القوم وأخذوا الأمتعة والأموال وانفرد أحدهم بالبغل وصعد به مع جماعتهم الى الجبل, وبقي المسافرون عراة, فلما فتح الصندوق وجد الحلوى يضوع طيبها, ويدهش منظرها ويعجب ريحها, وعلم أنه لا يمكنه الاستبداد بها, فدعا أصحابه, فرأوا ما لم يروه أبدا قبل ذلك, فأمعنوا في الأكل عقيب مجاعة, فانقلبوا فهلكوا عن آخرهم, فبادر التجار الى أخذ أموالهم وأمتعتهم ويلاحهم, واستردوا المأخوذ عن آخره.

فلم أسمع بأعجب من هذه المكيدة, محت أثر العاتين وحصدت شوكة المفسدين.



· قدم بعض التجار من خراسان ليحج, فتأهب للحج وبقي معه ألف دينار لا يحتاج اليها, فقال: ان حملتها خاطرت بها, وان أودعتها خفت جحد المودع.

فمضى الى الصحراء, فرأى شجرة خروع, فحفر تحتها ودفنها ولم يره أحد, ثم خرج الى الحج وعاد, فحفر المكان فلم يجد شيئا, فجعل يبكي ويلطم وجهه, فاذا سئل عن حاله قال: الأرض سرقت مالي.

فلما كثر ذلك منه قيل له: لو قصدت عضد الدولة فان له فطنة.

فقال: أويعلم الغيب؟

فقيل له: لا بأس بقصده.

فأخبره بقصّته, فجمع الأطباء وقال لهم: هل داويتم في هذه السنة أحد بعروق الخروع؟

فقال أحدهم: أنا داويت فلانا وهو من خواصّك.

فقال: عليّ به.

فجاء فقال له: هل تداويت هذه السنة بعروق الخروع؟

قال: نعم.

قال: من جاءك به؟

قال: فلان الفرّاش.

قال: عليّ به.

فلما جاء قال: من أين أخذت عروق الخروع؟

فقال: من المكان الفلاني.

فقال: اذهب بهذا معك فأره المكان الذي أخذت منه.

فذهب معه بصاحب المال الى تلك الشجرة, وقال: من هذه الشجرة أخذت.

فقال الرجل: ههنا والله تركت مالي, فرجع الى عضد الدولة فأخبره, فقال للفرّاش: هلمّ بالمال, فتلكأ, فأوعده وهدّده فأحضر المال.



· حكى السلامي الشاعر قال: دخلت على عضد الدولة, فمدحته فأجزل عطيّتي من الثياب والدنانير وبين يديه حسام خرواني فرآني ألحظه, فرمى به اليّ وقال: خذه.

فقلت: وكل خير عندنا من عنده.

فقال عضد الدولة: ذاك أبوك!

فبقيت متحيّرا لا أدري ما أراد, فجئت أستاذي فشرحت له الحال, فقال:

ويحك! قد أخطأت عظيمة, لأن هذه الكلمة لأبي نوّاس يصف كلبا حيث يقول:

أنعت كليا أهله في كدّه قد سعدت جدودهم بجدّه

وكل خير عندنا من عنده

قال: فعدت متوشحا بكساء فوقفت بين يدي عضد الدولة فقال: ما بك؟

فقلت: حممت الساعة.

فقال: هل تعرف سبب حمّاك؟

قلت: نظرت في ديوان أبي نوّاس.

فقال: لا تخف, لا بأس عليك من هذه الحمّى.

فشكرته وانصرفت.



· وروى أبو الحسن بن هلال بن المحسن الصابي في تاريخه قال: حدّثني بعض التجار, قال: كنت في المعسكر, واتفق أن ركب السلطان جلال الدولة يوما الى الصيد على عادته, فلقيه سوادي يبكي, فقال: ما لك؟

فقال: لقيني ثلاثة غلمان أخذوا حمل بطيّخ معي وهو بضاعتي.

فقال: امض الى المعسكر فهناك قبّة حمراء, فاقعد عندها ولا تبرح الى آخر النهار, فأنا أرجع وأعطيك ما يغنيك.

فلما عاد السلطان, قال لبعض شرّائه: قد اشتهيت بطيّخا ففتش العسكر وخيمهم على شيء منه.

ففعل وأحضر البطيّخ, فقال: عند من رأيتموه؟

فقيل: في خيمة فلان الحاجب.

فقال: أحضروه. فقال له: من أين هذا البطيخ؟

فقال: الغلمان جاؤوا به.

فقال: أريدهم الساعة.

فمضى وقد أحسّ بالشر, فهرب الغلمان خوفا من أن يقتلوا, وعاد فقال: قد هربوا لما علموا بطلب السلطان لهم.

فقال: أحضروا السوادي.

قال: نعم.

قال: فخذه وامض مصاحبا السلامة.



· نزل أمير بقرية, فاحتاج الى المزيّن يمسح شعره, فجاء الأمير وحده اليه, وقال:

أنا حاجب هذا الأمير الذي قد نزل بكم, فامسح شعري, فان كنت حاذقا جاء الأمير فمسحت شعره.

وانما فعل ذلك لئلا يعلم أنه الأمير فينزعج ويجرحه.



· روي أن معن بن زائدة دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين, فقارب في خطوه, فقال له أبو جعفر: كبرت سنّك يا معن.

فقال: في طاعتك يا أمير المؤمنين.

قال: وانك لجلد.

قال: على أعدائك.

قال: وان فيك لبقيّة.

قال: هي لك.



· قال المأمون لعبد الله بن طاهر: أيهما أطيب مجلسي أو منزلك؟

قال: ما عدلت به يا أمير المؤمنين.

قال: ليس لي الى هذا, انما ذهبت الى الموافقة في العيش واللذة.

قال: منزلي يا أمير المؤمنين.

قال: ولم ذلك؟

قال: لأني فيه مالك وأنا ههنا مملوك.





· ورأى ابن طولون يوما حمّالا يحمل صندوقا وهو يضطرب تحته, فقال: لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنقه وأنا أرى عنقه بارزة, وما هذا الا من خوف ما يحمل.

فأمر بحطّ الصندوق, فوجد فيه جارية قد قتلت وقطّعت, فقال: اصدقني عن حالها.

فقال: أربعة نفر في الدار الفلانيّة أعطوني هذه الدنانير وأمروني بحمل هذه المقتولة.

فضرب الحمّال مئتي ضربة بعصا, وأمر بقتل الأربعة.



· وكان ابن طولون يبكر ويخرج, فسمع قراءة الأئمة في المحاريب, فدعا بعض أصحابه يوما وقال: امض الى المسجد الفلاني, وأعط امامه هذه الدنانير.

قال: فمضيت فجلست مع الامام وباسطته حتى شكا أن زوجته ضربها الطلق, ولم يكن معه ما يصلح به شأنها, وأنه صلى فغلط مرارا في القراءة,

فعدت الى ابن طولون فأخبرته.

فقال: لقد صدق, لقد وقفت أمس,, فرأيته يغلط كثيرا فعلمت أ، شيئا شغل قلبه.



· نظر بعض العمّال في ديوانه الى رجل يصغي الى سرّه, فأمر بضربه وحبسه.

فقال كاتب الحبس: كيف أكتب قصّته؟

قال: اكتب استرق السمع فأتبعه شهاب ثاقب.



· قال الحسين بن الحسن بن أحمد بن يحيى الواثقي, قال: كان جدّي يتقلبّد شرطة بغداد للمكتفي بالله, فعمل اللصوص في أيامه عملة عظيمة, فاجتمع التجار وتظلموا الى المكتفي بالله, فألزمه باحضار اللصوص أو غرامة المال, فتحيّر حتى كان يركب وحده ويطوف بالليل والنهار, الى أن اجتاز يوما في زقاق خال في بعض أطراف بغداد, فدخله فرأى على بعض أبواب دور الزقاق شوكة سمكة كبيرة, وعظم الصلب, وتقدير ذلك أن تكون السمكة فيها مئة وعشرون رطلا, فقال لواحد من أصحاب المسالخ:

ويحك, ما ترى عظام هذه السمكة كم تقدّر ثمنها؟

قال: دينار.

فقال: أهل هذا الزقاق لا تحمل أحوالهم شراء مثل هذه السمكة لأنه زقاق الى جانب الصحراء لا ينزله من معه شيء يخافه, أو له مال ينفق منه مثل هذه النفقة, وما هي الا بليّة يجب أن يكشف عنها.

فاستبعد الرجل هذا, وقال: هذا فكر بعيد.

فقال: اطلبوا امرأة من الدرب أكلمها.

فدق بابا غير الباب الذي عليه الشوك واستسقى ماء, فخرجت عجوز ضعيفة, فما زال يطلب شربة بعد شربية وهي تسقيهم, والواثقي من خلال ذلك يسأل عن الدرب وأهله, وهي تخبره غير عارفة بعواقب ذلك الى أن قال لها: فهذه الدار من يسكنها؟ وأومأ الى التي عليها عظام السمك.

فقالت: والله ما ندري على الحقيقة من سكّانها الا أن فيها خمسة شباب أعفار, كأنهم تجار قد نزلوا منذ شهر لا نرتهم يخرجون نهارا الا كل مدة طويلة, وانا نرى الواحد منهم يخرج في الحاجة ويعود سريعا, وهم طول النهار يجتمعون فيأكلون ويشربون ويلعبون بالشطرنج والنرد, ولهم صبي يخدمهم, واذا كان الليل انصرفوا الى دار لهم في الكرخ, ويدعون الصبي في الدار يحفظها, فاذا كان سحرا بليل جاؤوا ونحن نيام لا نعقل بهم وقت مجيئهم.

قال: فقطع الوالي استسقاء الماء ودخلت العجوز, وقال للرجل: هذه صفة لصوص أم لا؟

فقال: توكلوا بحوالي الدار ودعوني على بابها.

وأنفذ في الحال واستدعى عشرة من الرجال, وأدخلهم الى سطوح الجيران, ودق هو الباب, فجاء الصبي ففتح فدخل والرجال معه, فما فاتهم من القوم أحد, وحملهم الى مجلس الشرطة وقرّرهم, فكانوا هم أصحاب الخيانة بعينها, ودلوا على باقي أصحابهم فتبعهم الواثقي, وكان يفتخر بهذه القصة.



· وبلغنا عن بعض ولاة مصر أنه كان يلعب بالحمام فتسابق هو وخادم له فسبقه الخادم, فبعث الأمير الى وزيره ليعلم الحال, فكره الوزير أن يكتب اليه أنك قد سبقت, ولم يدر كيف يكني عن ذلك, فكان ثمّ كاتب فقال: ان رأيت أن تكتب شعرا:

يا أيها الملك الذي جدّه لكل جد قاهر غالب

طائرك السابق لكنّه أتى وفي خدمته حاجب

فاستحسن ذلك وأمر له بجائزة.



· وجيء الى ابن النسوي برجلين قد اتهما بالسرقة فأقامهما بين يديه, ثم قال: شربة ماء, فجاء بها, فأخذ يشرب ثم ألقاها من يده عمدا فوقعت فانكسرت, فانزعج أحد الرجلين لانكسارها وثبت الآخر, فقال للمنزعج: اذهب أنت, وقال للآخر: ردّ ما أخذت.

فقيل له: من أين علمت؟

فقال: اللص قوي القلب لا ينزعج, وهذا المنزعج بريء, لأنه لو تحرّكت في البيت فأرة لأزعجته ومنعته من أن يسرق.



· وذكر أن رجلا من جيران ابن النسوي كان يصلي بالناس دخل على ابن النسوي في شفاعة, وبين يديه صحن فيه قطائف فقال له: كل, فامتنع, فقال: كأنني بك وأنت تقول: من أين لابن النسوي شيء حلال؟ ولكن كل, فما أكلت قط أحلّ من هذا.

فقال بحكم المداعبة: من أين لك شيء لا يكون فيه شبهة؟

فقال: ان أخبرتك تأكل؟

قال: نعم.

فقال: كنت منذ ليال في مثل هذا الوقت, فاذا الباب يدق, فقالت الجارية: من؟ فقالت: امرأة تستأذن, فأذنت لها, فدخلت, فأكبّت على قدمي تقبّلها, فقلت: ما حاجتك؟ قالت: لي زوج وليب منه ابنتان لواحدة اثنا عشرة سنة والأخرى أربع عشرة سنة, وقد تزوّج عليّ وما يقربني والأولاد يطلبونه, فيضيق صدري لأجلهم, وأريد أن يجعل ليلة لي وليلة لتلك, فقلت لها: ما صناعته؟ فقالت: خبّاز, قلت: وأين دكّانه؟ قالت: بالكرخ. ويعرف بفلان بن قللان. فقلت: وأنت بنت من؟ فقالت: بنت فلانة, قلت: فما اسم بناتك؟ قالت: فلانة وفلانة... قلت: أنا أردّه اليك ان شاء الله تعالى, فقالت: هذه شقة قد غزلتها أنا وابنتاي, وأنت في حل منها. قلت: خذي شقتك وانصرفي.

فمضت, فبعثت اليه اثنين وقلت: أحضراه ولا تزعجاه. فأحضراه وقد طار عقله, فقلت: لا بألأس عليك انما استدعيتك لأعطيك كرا طعام وعمالته تقيمه خبزا للرحّالة.

فسكن روعه وقال: ما أريد لي عمالة.

قلت: بلى. صديق مخسر عدو مبين. أنت منّي واليّ. كيف هي زوجتك فلانة؟ تلك بنت عمّي, وكيف بناتها فلانة وفلانة؟

فقال: بكل خير.

قلت: الله الله, لا أحتاج أن أوصيك لا تضيق صدرها.

فقبّل يدي, فقلت: امض الى دكّانك وان كان لك حاجة فالموضوع بحكمك, فانصرف.

فلما كان في هذه الليلة جاءت المرأة فدخلت وهذا الصحن معها, وأقسمت عليّ ألا أردّها, وقالت: قد جمعت شملي وشمل أولادي, وهذا والله من ثمن غزلي, فبالله لا ترده, فقبلته. هل هو حلال؟

فقال: والله ما في الدنيا أحل من هذا.

فقال: كل, فأكل.



· كان بعض العمّال واقفا على رأس أمير, فأخذه البول. فخرج, فلما جاء قال: أين كنت؟ قال: أصوب الرأي. يعني أنه لا رأي لحاقن.



· حدّثني بعض الشيوخ قال: سرق من رجل خمسمئة دينار, فحمل المتهمون الى الوالي.

فقال الوالي: أنا ما أضرب أحدا منكم. بل عندي خيط ممدود في بيت مظلم, فادخلوا فليمرّ كل منكم يده عليه من اوّل الخيط الى آخره ويلف يده في كمّه ويخرج, فان الخيط يلف على يد الذي سرق.

وكان قد سوّد الخيط بسخام, فدخلوا, فكلهم جرّ يده على الخيط في الظلمة الا واحدا

منهم , فلما خرجوا نظر الى أيديهم مسودة الا واحدا فألزمه بالمال , فأقر به .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفصل الرابع من ذكاء الأمراء والولاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دير بعلبة :: الواحة الثقافية :: منتدى الأدب العربي-
انتقل الى: