الحب المزيف

الحب المزيف
دائما يخطر في بالي ذلك السؤال .
دائما أحاول أن أجد جوابا له أوبالأحرى سببا له .
لماذا دائما يخيل لي هؤلاء الأناس الذين كلما نظرت إليهم أرى جمال ثيابهم وجودتها ونقاءها ،
فلم يخطر لي أبدا أن كل هذه الثياب تخفي وراءها صدور حاقدة وكارهة .
تراهم ألا ينظرون لأنفسهم من الداخل وما لزي الذي تنكروا به أم تراه أعجبهم .
نعم فربما أقنعة الذئاب أصبحت موضة هذا العصر ،
نعم تلك الأقنعة التي ترينا أجمل النظرات والإبتسامات التي هي تعكس عن مدى الحقد والكراهية والبغض الذي يخفونه في قلوبهم التي هي كالحجارة أو أشد قسوة ،
فهذه الإبتسامات قد تحدث عنها الشاعر بقوله :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلاتظنن أن الليث يبتسم
يا إلهي لماذا تزيفت المحبة ونزعت من قلوب البشر وإن كان القليل منهم من لا يتمتع بهذه الصفات، فأكثر الناس من يكمن في صدره الضغينة والكره تجاه الآخر أما في ظاهره فتراه مرتديا ثوب الحب والعطف والمودة ،فهذا هو المرض بعينه .
نعم فهو مصاب بداء النفاق كما شبهه لنا الله تعالى ورسوله الكريم .
لطالما كنت أحلم بين اناس مخلصون لي في حبهم ،
فالأصحاب والأقارب وكل من حولي قد دبت الكراهية في قلوبهم. كل منهم يكره بعضه بعضا .
لماذا نتفاجئ بصواعق نراها من أهلنا وأصحابنا
أكثر من أن نراها من الأغراب عنا أم أصبح هذا هو عصب الحياة .فهلا تتحقق الحياة إلا إذا عشناها مع هؤلاء الذئاب.
آه من المحبة بنفسها أين اختفت فأنا أبحث عنها كثيرا، أبحث عن نبضات حب في قلب يملؤه الحنان والدفء أم تراه توقف عن النبض أيضا .
وأخيرا وليس آخرا أنا أخاطب كل من يقرأ هذه الكتابة ويعتقد بأنها مجرد كلمات عابرة ،
لا فكل كلمة كتبتها أحسست بها وعايشتها في حياتي
هذه ،فأتمنى بأن أكون مخطئة في كلامي هذا ولكن
وللأسف لن تتحقق هذه الأمنية
لأن الحب الحقيقي أصبح مستحيلا في هذه الأيام